الخميس، 12 ديسمبر 2013

أكثر من (157) شخصا قاموا ببيع أعضائهم.. و(18) شخصا من المتاجرين بها من دول عربية.. تجارة الموت بدأت تنشط في اليمن..!!








ثمة موضوعات في بلادنا يمنع الاقتراب منها أو التطرق إليها ولا ندري ما هي الأسباب والمبررات لهذا المنع؛ هل لأنها مرتبطة بعصابات المافيا العالمية، أم لأنها تجارة سرية يمارسها متنفذون هم دوما في الخفاء، قضية لا تقل خطورة عن قضايا الإرهاب، بل هي مرادفة له، تحمل القضية الأخطر محليا وعالميا في طياتها مفردات بشعة (امتهان، استغلال، تخويف، فقر، جهل، جوع، احتياج وذل وانتهازية..) إنها تجارة الأعضاء البشرية في اليمن والتي أصبح من الواجب اليوم أن نحقق فيها ونكشف ما وراء الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام في الآونة الأخيرة حولها.. في هذا التحقيق  نوضح ما هي تجارة الأعضاء البشرية وكيف نشطت في اليمن!، ونقدم إحصائيات دقيقة حولها، ومن هم المتورطون فيها ونتلمس آلام ومعاناة الضحايا، ونبحث عمن يتحمل المسئولية ومن يتهرب منها، أفراد وجماعات ومؤسسات معنية بالموضوع هي من ستحدثنا بكل صراحة وشفافية  متى وما هو الحل!.





تحقيق:علاء الدين الشلالي

aladdin-70@hotmail.com

عندما تبحث عن قضية تجارة الأعضاء البشرية في اليمن وكأنك تمشي في شارع مظلم كل ركن فيه أشبه بمتاهات يجب أن تتوقع وجودها حتى لا تتوه وتخطئ بالدخول  مغارة مهجورة مليئة بحفر قد تسقط فيها وينتهي بك الأمر.. في زحمة الأحداث التي مرت ومازالت تمر بها اليمن أثير موضوع تجارة الأعضاء البشرية في مجلس الوزراء من قبل وزير الصحة، البعض لم يهتم بالأمر والبعض الآخر أدرك الخطر المحدق بأمن البلاد، لكنه لم يدر من أين يبدأ، هل من (وزارة الصحة، أم وزارة الداخلية، أم وزارة حقوق الإنسان) كجهات حكومية وجدت لخدمة الشعب، لكن أناسا كثرا يتساءلون: ما دور منظمات المجتمع المدني وعلماء الدين وأخصائيي القانون والنشطاء الحقوقيين في مثل هكذا قضايا!؟

الطفلة شيماء
بدأنا بالمواطن المغلوب على أمره أحمد محمد النوار 42 عاماً ذهب لرحلة علاجية خارج اليمن وتحديداً إلى القاهرة، قرر له الأطباء أن تجرى له عملية لاستئصال ورم سرطاني فاستأصلوا إحدى كليتيه دون علمه، ورجع أحمد اليمن شاكيا باكيا باحثا عن الإنصاف، لكنه فوجئ بمسئولين يقولون له "القانون لا يحمي المغفلين"..
- إذاً هناك ضحايا آخرون مغفلون ومستغفلون أو تم استغلال ظروفهم الاقتصادية والجهل المخيم عليهم أمثال مفيد شاهل الذي باع كليته برضاه فهو عاطل عن العمل يبحث عن المال لأن لديه ثلاثة أبناء وزوجة يتضورون جوعا كل يوم, تتعدد صور تجارة أو نزع الأعضاء البشرية سواء كانت بمقابل أو نتيجة عمليات نصب واحتيال وسرقة، لكن المواطن البسيط يبقى الضحية, معاناة  النموذجين اللذين ذكرناهما جزء لا يتجزأ من أشخاص آخرين أمثال الطفلة شيماء التي اختطفت من حي السنينة بصنعاء وأعادها خاطفوها إلى البيت بعد أن سرقوا كليتها وعلي جعوان من محافظة عمران، وفضل سرحان من محافظة إب، وشوقي وهبان من محافظة تعز، وغازي الغريري من محافظة حجة، وعلي القاضي من محافظة ذمار، ووسيم الناشرة من محافظة الحديدة، ويتنوع الضحايا من مختلف محافظات الجمهورية التي تشترك في المأساة..
أرقام مهولة
إنه الفقر الذي دفع بنفوس أصيبت بالإحباط أن تمارس تجارة لاأخلاقية بجهل الأخطار الناتجة عنها، ذهبنا للقاء أفراد العصابة المتورطة في القضية، لكنه للأسف مورست علينا ضغوطات كبيرة لعدم نشر ما قالوه.. نحتنا في الموضوع كما تنحت الصخور حتى التقينا بمصدر أمنى موثوق لا يرغب في الكشف عن اسمه وحدثنا بالآتي: اكتشفت الأجهزة الأمنية مؤخرا  157 شخصا قاموا ببيع أعضائهم البشرية، أيضا تم اكتشاف 18 شخصاً من المتاجرين بالأعضاء العرب وذلك على النحو التالي عدد 8 أشخاص من الجنسية الأردنية تم ضبط شخص, وعدد 10 أشخاص من الجنسية المصرية، وقدر عدد البائعين لأعضائهم 125 شخصا يمنيا, تم التأكد من أنهم باعوا إحدى الكلى، كذلك تم ضبط عدد 20 شخصا من اليمن مطلوبين في تجارة الأعضاء البشرية وإحالتهم للنيابة ومازالت قضاياهم في المحكمة المختصة.
- ونتيجة للجهود المبذولة من قبل التحريات والتحقيق أثناء سير القضية توافرت معلومات تفيد بالآتي: هناك شخص يدعى أمين رامي يحمل الجنسية الأردنية يقوم باستدراج جميع الأشخاص لبيع أعضائهم البشرية ويعمل سمسارا لدى مستشفى بالقرب من حدائق القبة في القاهرة، وهذا المستشفى يقوم بتسليم المبالغ المحددة سلفا لمن قاموا ببيع أعضائهم البشرية وتجنيدهم لاستدراج أشخاص آخرين مقابل 1000 دولار أمريكي بحيث يصبح كل من باع كليته سمسارا يبحث عن زبائن، هناك شخص يدعى الدكتور (ح) يحمل الجنسية المصرية يعمل طبيبا جراحا يقوم بإجراء العمليات ونقل الأعضاء، هناك شخص يدعى (ا ف) يحمل الجنسية المصرية يعمل مسؤولا للعلاقات العامة في مستشفى بالقاهرة الذي يقوم بعملية التمويه وتصوير الأشخاص وأخذ اعترافاتهم بأنهم قاموا بالتبرع، بينما في الواقع هو يبيع ويشتري الأعضاء، المستشفى لا يعطي أي شخص ما يثبت أنه أجرى عمليات حيث يتم اعطاء البائع مبلغ خمسة آلاف دولار، بينما السعر الحقيقي مائة الف دولار، هناك أربع شقق سرية تابعة للمستشفى يشرف عليها المدعو (ا ث) خاصة لاستقبال الأشخاص اليمنيين الذين يتم استقطابهم، تم ضبط المدعو( ر خ ع) يحمل الجنسية الأردنية الذي وصل اليمن بتاريخ 24 /3/ 2010م لغرض استقطاب وإرسال أشخاص لبيع أعضائهم وقد تم القبض عليه بتاريخ 1/ 4/ 2010 أثناء قيامه بترحيل عدد 6 أشخاص عبر مطار صنعاء الدولي بعد أن قام باستخراج جوازات سفر وقطع التذاكر، اتضح من خلال التحقيقات مع المضبوطين بأن أعمارهم تتراوح مابين 18ـ 25 سنة وهم من الطبقة الأكثر فقراً وجهلاً ومن محافظات مختلفة وتتركز في حجة عمران المحويت ذمار ريمه وتعز، عدد من تم ضبطتهم الاجهزة الأمنية من اليمنيين 20 شخصا  ومن العرب 1 أردني وعدد الفارين من وجه العدالة 78 شخصا.
- أما عن عدد المتاجرين بالأعضاء الذين مازالوا فارين من وجه العدالة  18 شخصا, عدد من تم إحباط سفرهم 32 شخصا, وهذه هي الإحصائيات الرسمية عبر الأجهزة الأمنية والتي تم اكتشافها، وهناك عمليات أخرى لم يتم الكشف عنها أو لم تستطع الأجهزة الأمنية أن تكشفها بسبب التنظيم الدقيق والسرية الشديدة لممارسة التجارة عبر السوق السوداء التي أنشئت في الخفاء.. 
هناك فرق
 وعن الرأي الطبي لزرع الأعضاء البشرية والمفاهيم المتصلة بها يرى د. سامي زايد مدير طبي أن هناك فرقا بين عملية التبرع بالأعضاء البشرية برضا واختيار والاتجار بالأعضاء فالتبرع هو عبارة عن نقل جزء من جسد شخص صحيح إلى جسد شخص مريض وتهدف لاستبدال الجزء التالف بجزء صحيح وتسمى عمليات زرع الأعضاء التي تجري بين كائنين من الجنس نفسه عمليات الطعم المغاير ويمكن إجراء عمليات الطعم المغاير إما من مصدر حي أو من أشخاص متوفين دماغيا وغالبا تتم هذه العمليات بالرضا وبين الأقارب، وفرق بين الاتجار بالأعضاء البشرية والتي تعرف بأنها عملية نزع الأعضاء بالإغراء أو التهديد أو استخدام القوة.
وتتمثل الأعضاء التي يمكن زراعتها بالآتي: القلب ,الكلى, الكبد , الرئتين, البنكرياس, الامعاء والغدة الزعترية، وايضا تشمل الأنسجة وهي كل من العظام والأوتار (وكلاهما يُشار إليه بعمليات ترقيع العضلات والعظام) والقرنية والجلد وصمامات القلب والأوردة، وتعد زراعة الكلى هي أكثر عمليات زراعة الاعضاء  شيوعًا على مستوى العالم، بينما تفوقها عمليات زراعة العضلات والعظام عددًا بأكثر من عشرة أضعاف، وغالبا ما تكون تلك العمليات مكلفة جدا من الناحية المادية فعلى سبيل المثال يستخدم الحبل السرى الضرورى لعمليات زرع الأعضاء ويقدر سعره  اكثر من  9 آلاف دولار، ومشكلة تجارة الاعضاء بدأت تتفاقم وعليه لابد من ايجاد لائحة تنظيم نقل وزراعة الاعضاء البشرية فأينما وجد الفقر فستجد أن هذه الظاهرة ستنتشر؛ ولابد من أن  نعالج اصل المشكلة، ونقوم بتوفير مراكز لزراعة الأعضاء في البلد ونأخذ من تجارب الدول المتقدمة والتي أنشأت (بنك الاعضاء) الذي عن طريقه يأخذ المريض ما يحتاجه سواء الكلية أو القرنية أو الكبد أو القوقعة وغيره..
- وأضاف د. زايد: هناك حوادث تودي بحياة شباب لديهم اعضاء سليمة مائة بالمائة يجب الاستفادة منها ولابد أن تنظم الدولة عمليات نقل الأعضاء ولابد من تنفيذ المراقبة وإيجاد المركز ثم البنك الخاص بالأعضاء، وهذا الشيء يحد من انتشار ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية، حيث إن تلك المراكز توفر أموالا بطريقة غير مباشرة فمثلا مريض الكلى يحتاج لغسيل والغسيل مكلف ماديا فبدل أن نكلف المريض بعمليات وجلسات الغسيل لماذا لا نقوم بزرع كلى بديلة وبهذه الطريقة عالجت ووفرت لابد من حساب التكاليف حسابا صحيحا، فيما يتعلق بتجارة الاعضاء سبب رئيسي هو انعدام الرقابة ففي ظل الاجواء التي نعيشها في اليمن فبسهولة جدا نوفر بيئة خصبة لسوق سوداء متخصصة بتجارة الأعضاء البشرية لابد من تفعيل الأدوار الرقابية سواء من أجهزة الدولة أو منظمات المجتمع المدني أو المواطن نفسه..
استغفال..
 وللحديث بأكثر تفصيل حول القضية تقول الدكتورة افتكار المخلافي ـ أستاذ الفقه المقارن ومتخصصة في قضايا تجارة الاعضاء البشرية إن هذه الظاهرة منتشرة جدا في اليمن والدول العربية صحيح أن في اليمن اجراء عمليات فيها ليست منتشرة جدا لكن العمليات تتم في بعض دول الخليج والقاهرة أستطيع أن اقول إننا اليمنيين أصبحنا (قطع غيار), المشكلة في نقل الاعضاء البشرية أن هذه العمليات تكلف من ناحية مالية الشخص الذي يبيع أعضاءه يأخذ مبالغ زهيدة جدا، لكن نتيجة للوضع الاقتصادي الذي يعانيه اليمن يقبل المواطن للأسف ببيع كليته أو قرنيته بمبلغ زهيد لأنه محتاج، الوضع الآخر أن بعضهم للأسف الشديد يتم استغفالهم فهو لا يعرف أنه سينزع منه عضو، مثلا في القاهرة اثناء تحضيري رسالة الدكتوراه هناك شخص مصري ذهب إلى الدكتور على اساس أنه مريض وقال له الدكتور إن عنده مرضا في المرارة ويفاجأ الشخص بعد ذلك أن الدكتور ضحك عليه ونزع منه الكلية, لم يعلم المريض بسبب قلة الوعي والجهل كيف اكتشف ذلك الشخص أن كليته منزوعة بعد أن عمل تحليلا عن الكلى فاكتشف أن كليته غير موجوده!!، فهناك استغلال ونصب وسرقة منظمة من قبل بعض المستشفيات والدكاترة اليمنيين عندما يذهبون للقاهرة أو أي عاصمة أخرى في العالم للعلاج يستغلون بشكل سيئ حتى من قبل اليمنيين أنفسهم لا توجد توعية إعلامية بين أوساط المجتمع المحلي على الأقل اليمني عندما يسافر للعلاج  في الخارج لابد أن يكون لديه وعي.
- وأضافت د. إفتكار: بدأ السماسرة يستغلون موضوع جهل اليمني  فهذه العمليات تدر مبالغ مهوله ومن يريد العضو يدفع مئات الملايين لأنه محتاج, اولا من الناحية الشرعية لا يجوز شرعا بيع الاعضاء البشرية عند من له دين سماوي لأن الأنسان لا يملك نفسه ولا أعضائه حتى يستطيع أن يتصرف بها لأنه مملوك لله عزوجل، ومسألة بيع الاعضاء البشرية فيها امتهان وابتذال للإنسان بنص القرأن الكريم كما ان مسالة البيع تتنافي مع التكريم ومع الحرمة, حتى أن القوانين الوضعية التي نظمت زرع ونقل الاعضاء البشرية جرمت هذا الفعل، في اليمن مستشفى الثورة معروف وباقي المستشفيات الخاصة لا تجري إلا بالخفاء, كما أن مسألة نقل العضو أو التبرع بالعضو ليس بالأمر الهين هناك ترتيب بحيث إن هناك أناسا يحاولون إظهار الشيء على أساس أنه تبرع وليس بيعا, فقهاء الشريعة المعاصرين حاولوا أن يحصروا التبرع في نطاق معين حيث إنه لا يحق أن يتبرع  إلا القريب من الدرجة الرابعة أو الثالثة فقط مثل الأب وابنائه والأعمام والإخوة والأزواج، هذا الحصر وهذا التضييق سببه حتى يصبح الموضوع تبرعا فقط لكن عندما يتبرع  شخص لشخص آخر لا يعرفه فالعميلة يكون فيها شك خاصة إذا كانت بمقابل مادي, استئصال العضو البشري يترتب عليه وجود شخص مريض يعني أنا كان عندي مريض الآن عندي اثنان صحيح أن الطب تقدم بشكل كبير جدا لكن المتبرع ينتقل من مرتبة الأصحاء للمرضى. من ناحية طبية لا نستطيع أن ننفي أن المتبرع ينتقل من إنسان صحيح لإنسان مريض، المشكلة عندنا في اليمن أن هناك تكتما شديدا حول الموضوع.
 ـ واستطردت د. إفتكار: فنحن ضد أن تعتبر قضية الاتجار بالأعضاء البشرية ضمن قضايا أمن الدولة السرية ربما أن من يفكر بهذه الطريقة هو عقيم التفكير لابد من الشفافية وأن نفوق من الغيبوبة التي تصاحبنا في حياتنا ..تجارة الأعضاء البشرية مربحة جدا ممكن ينام الشخص فقيرا ويصحو "ملياردير" بسبب هذه التجارة فمن ناحية الاسعار المحددة لهذه التجارة لا توجد اسعار ثابتة لكنها تخضع لمدى وعي الشخص نفسه وتخضع للمساومة ففي العالم اصبحت تجارة الأعضاء البشرية تجارة رائجة، بعد أن شهدت أسعار أعضاء جسم الإنسان قفزات هائلة لتتجاوز حاجز الـ3 ملايين يورو, وبحسب ما قدرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها تراجع نسبة تهريب الأعضاء في عام 2005 بنحو 10 % من تجارة زرع الأعضاء التي تجرى في العالم كل عام، بسبب جشع الوسطاء والمستشفيات والأطباء باستغلال حاجة الفقراء للمال بشراء أعضاء تحظى بإقبال كبير مثل الكلى التي تكلف المشتري 150 ألف يورو لا يحصل منها متبرع من جنوب أفريقيا على 500 يورو ترتفع  700 يورو تدفع لمتبرع من الهند و1800 يورو من متبرع من مولدافيا و5 آلاف يورو من متبرع تركي، ومن الناحية الاقتصادية تعتبر تجارة الاعضاء البشرية مدمرة للاقتصاد الوطني ويأتي التدمير من حيث إن الاشخاص الذين يصبحون قطع غيار يكونون غير قادرين على الإنتاج بالتالي يصبحون عالة على المجتمع وعلى الاقتصاد القومي.
 كما أن العلاجات التي يأخذونها مكلفة جدا وفي هذ النقطة أريد أن أشير إلى قانون رقم 1سنة 2010 بخصوص مكافحة غسيل الأموال وتمويل الارهاب هذا القانون اعتبر ان من الجرائم الاصلية المكونة لجريمة غسيل الاموال الاتجار بالبشر ومنها تجارة الأعضاء البشرية، العجيب أن في قانون العقوبات لا يوجد نص يجرم هذه الأفعال في اليمن قانون المهن الطبية نظم في فصل مسألة نقل الاعضاء البشرية ونظمه تنظيما هزيلا جدا جدا لم يسمح بالبيع، لكنه تكلم عن التبرع، هناك مشروع قانون حول نقل الاعضاء البشرية شكلت وزارة الصحة لجنة مكونة من متخصصين انا كنت من ضمن اعضاء اللجنة والدكتور ابراهيم النونو والدكتور نجيب ابو اصبع والدكتور سعيد موفعة وفعلا قمنا بإعداد هذا المشروع وسلم لمفتي الجمهورية لكي يبدي ملاحظاته عليه ولم يبد أي ملاحظات وسلم لوزارة الشئون القانونية وكان المفترض أن يناقش في مجلس النواب في 2009م أو 2010م, لكن نتيجة للأحداث التي جرت في البلاد تم تأخيره وبالنسبة لي أنتهز الفرصة للتذكير بالموضوع ووجوب مناقشته في مجلس النواب جوهر مشروع القانون هو تنظيم عملية التبرع للأعضاء البشرية وجرم كل فعل يتنافى مع الضوابط التي وضعها وضع المشروع ضوابط بالنسبة للمستشفيات والمراكز التي تقوم بهذه العمليات، من خلال مشروع القانون الذي وضعناه جرمنا هذا الفعل وضعت عقوبة للسمسار وللشخص الذي يبيع عضوه، عقوبة للمنشآت، عقوبة للأطباء الذين يقومون بإجراء العملية سواء بعلم  الطبيب او بدون علمه, والعقوبات في الأخرة  لمن يخشى الله اكبر واشد، بالنسبة للسمسار فرضت عليه عقوبة مشددة، لكنها لاتصل لعقوبة الاعدام ممكن أن توصل من الناحية التعزيرية، اذا استغل شخص وهو يعلم انه سيبيع عضوه يمكن أن نعتبر انه قاتل، لكنها جريمة لاتصل حد القصاص هناك عقوبة الحبس، لنفترض ان شخص اخر لا يعلم انه ستنزع اعضاءه وتوفي بعد فترة فتعتبرها جريمة قتل السمسار قد يكون طبيبا وقد يكون غير طبيب وشددنا العقوبة اذا كان الطبيب سمسارا..
وختمت د. إفتكار حديثها بالقول: أود أن أشير أن عملية التبرع بالأعضاء البشرية تخضع لضوابط مشددة أولا لابد من الرضا الصادر عن ارادة واختيار ووعي كامل حتى اذا تبرع احد افراد الأسرة ثانيا التبصير ينبغي على الطبيب أن يبصر المريض بكل ما يتعلق بالعملية من حيث الآثار المحتملة بعد العملية مباشرة، وفي المستقبل ينبغي عليه أن يبلغه بكل ما يتعلق بالموضوع  بإرادته بعد ذلك يحق للطبيب اجراء العملية كما يجري  فحوصات طبية قبل العملية ومن ضمن الضوابط لابد من وجود حالة الضرورة يصبح العضو هو المنقذ لهذا الشخص فلا يجوز شرعا اذا لم توجد ضرورة، وهناك شيء مهم وهي الأهلية كثير من القوانين فرضت سن لا يقل عن 22 سنة أو 18سنة وأن يكون الشخص مدركا ما الذي سيقوم به، قانون المهن الطبية اشترط أن يبلغ عمر المتبرع 20 سنة لكن اذا أمكن قبل ذلك لا توجد مشكلة وهذا من ضمن الفجوات المعيبة في هذا القانون، في الواقع عندما تجد شخصا عمره 16 سنة هل لديه استيعاب كما هو عند شخص عمره 20 سنة؛ نتكلم عن عمليات خطيرة لا نتكلم عن تعاملات مالية بسيطة نتكلم عن تبرع عضو بشري، أما من حيث الأعضاء التي يجوز والتي لا يجوز التبرع بها مثل القلب لأن حياة الانسان تتوقف عليه أيضا بالأعضاء التناسلية لا يجوز التبرع بها أو بيعها لأنه يترتب على ذلك اختلاط الأنساب، اذا كان الشخص لديه عضو واحد لا يجوز له أن يتبرع به فمثلا شخص يمتلك كلية واحدة فقط فحياة الآخرين ليست اولى من حياته، أيضا الاشخاص المتبرعون من الاموات او المتوفون فمثلا من توقف قلبه ودماغه عن العمل وخرجت روحه معروف أن الوفاة تكون عندما تخرج الروح من خلال العلامات الدالة على ذلك، الشخص المتوفى ممكن أن يستفاد منه من الجلد ومن قرنية العين خصوصا بعد أن يتوفى خلال خمس ساعات بعد الوفاة كذلك العظام.
بالنسبة لهذا المتوفى هل يجوز أن يقوم أي مستشفى بتشريحه دون استئذان..؟! وضعت ضوابط مشددة في هذا الجانب من الناحية الشرعية وفقا للرأي الراجح ففي حالة الضرورة لا مانع من الاخذ من المتوفى فبعضهم قال بموافقة أقاربه أو من خلال وصية وأيضا لابد من الحفاظ على كرامة الميت فعندما نأخذ العضو منه نحاول أن لا نشوهه لأن كرامة الميت من كرامة الحي، عندنا اشكالية كبيرة في مفهوم الموت الدماغي موت جذع المخ والقلب اثير حول هذه المشكلة الكثير من اللغط فمجامع الفقه الاسلامي كان لها رأي لا يمكن أن يستفاد من القلب إلا عند الموت الدماغي, والبعض لا يعتبر الموت الدماغي موتا حقيقيا، في النهاية اقول إن المسئولية مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة فوزارة الصحة والطبيب اليمني يتحملان الجزء الكبير في هذا الجانب، فأكثر الامراض اليمنيين لايثقون بالطبيب اليمني على الطبيب اليمني أن يبادر بتحسين الصورة الذهنية له، نتمنى أن تناقش القضية بشكل علني وأن تتخذ خطوات عملية لمحاربة الظاهرة اولا عن طريق تفعيل قانون نقل الاعضاء البشرية ، ثانيا التوعية تكون في عدة أوجه سواء توعية المواطنين داخل اليمن أو خارج اليمن، ثالثا يجب إظهار دور الشريعة الاسلامية أو موقفها من هذه العمليات لأن الشعب اليمني يتقبل التوعية بسرعة اذا جاءت من الناحية الشرعية فسنجد أن هناك نوعا من الاستجابة عندما نقول للسمسار أو التاجر إن عملك مرفوض من الناحية الشرعية فسيبدأ ويفوق ويدرك انه يرتكب جرما..
القانون الدولي
وعن رأي القانون الدولي في القضية يقول د. علي ناجي الاعوج ـ  استاذ القانون الدولي العام، مدير مركز دراسات الهجرة: لابد أن نميز أن الجدل في موضوع تجارة الأعضاء البشرية يختلف في الشريعة الاسلامية عنه في القانون الدولي  ففي الشريعة الاسلامية يناقش الموضوع من حيث الحل والحرمة، هل يجوز ام لا يجوز وبالتالي كل راي من اراء الفقهاء يستند  دليل في جانب الحل والحرمة، اما من جانب القانون الدولي فموضوع تجارة الاعضاء البشرية جزء لا يتجزأ من موضوع الاتجار بالبشر موضوع مثار في مختلف مناطق العالم بالذات مناطق الفقراء والمعوزين ومن ليس لديهم وعي قانوني ونوعي اجتماعي.
وهذه المناطق غالبا ما تكثر فيها ظاهرة تجارة الاعضاء البشرية ومن هذه المناطق اليمن التي يكثر فيها عدد السكان وكذلك وجود اعداد هائلة من اللاجئين الأفارقة في اليمن, كما أن هناك قوانين تناولت هذا الموضوع، وكانت من اروع القوانين في العالم مثل الكويت ولبنان وسورية والجزائر نظمت هذه العمليات بقوانين خاصه  في تلك البلدان، وهناك  قرار  اتخذ من مجمع الفقه الاسلامي المنعقد في جدة عام 1408هـ  بشأن انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً أو ميتا ومن بين هذه الدول التي اخذت بتلك الفتوى السعودية وكان ذلك القرار الصائب كقرار مساهم في القضاء علي ظاهرة تجارة وسرقة الأعضاء التي تتم عن طريق مافيا تجارة الاعضاء والتي غالبا ما تخلف وراءها مشاكل كثيرة، مسألة الاتجار بالأعضاء البشرية القانون الدولي يحرم تجارة الاعضاء البشرية ويضع اقصى العقوبات على هذا الموضوع ويطالب الدول بوضع عقوبات مشددة، والمسألة تتوقف على طبيعة العلاقة بين صاحب العضو والشخص الذي يمارس عليه استغلال، يجب أن تقدم للضحايا وتمتد اليهم يد العون وبالنسبة للجاني يجب أن تطبق عليه اقصى العقوبات، واقصى العقوبات تتدرج بحسب اختلاف طبيعة التجارة فهناك استغلال لأغراض غير اخلاقية ففي هذ الحالة يعتبر استغلالا لأشخاص للاتجار بأعضاء البشر اعلى مستويات الجرم في القانون الدولي، ممكن الاتجار بعضو معين في الإنسان مع إبقاء الإنسان على قيد الحياة وهي تختلف عن نوع الجريمة، فيما كانت الغاية استدراج شخص وإنهاء حياته من أجل أخذ كامل الأعضاء ففي هذه الحالة تعتبر جريمة قتل منظمة يعاقب عليها القانون.
وبالتالي نستطيع أن نقول إن حالة العقوبة في تجارة الأعضاء تختلف بحسب نتيجة نزع العضو المعين بالإنسان الاثر الذي يترتب في الضحية نفسه هل افضى إلى فقدانه عضوا أو  عاهة أو في نهاية المطاف الى فقدان الشخص حياته، لابد من تبني استراتيجية وطنية لمحاربة هذه الظاهرة لابد من تكامل اعمال مؤسسات المجتمع الحكومية والرسمية والمدنية ولابد من تعزيز امكانيات الدولة لمتابعة الجناة، المؤكد أن المسؤولية لا تتحملها جهة واحدة لأن القضية قضية مجتمعية والدولة هي مسئولة عن أمن وحماية المواطن، الظاهرة مرشحة للازدياد مالم نتصد لها من الآن برؤى واضحة ومحددة تفضي لنتائج مرجوة لأن تجارة الأعضاء البشرية مؤشر خطير لانحسار المجتمع..
إجراءات جديدة
بدوره وزير الصحة الدكتور احمد قاسم العنسي كشف أن العصابات الاجرامية المتخصصة في نزع وبيع الأعضاء البشرية اتخذت إجراءات جديدة؛ فهي تقوم بسرقة الاعضاء من الضحايا بطرق ملتوية يقول الوزير:
يتم استغلال المريض اليمني نفسه والذي يبحث عن العلاج في الخارج من قبل العصابات الإجرامية وخاصة في القاهرة فمثلا شخص يريد أن يعمل زراعة كلى ويدخل معه شخصا آخر(متبرع) من اليمن قد يكون هذا الشخص احد أقربائه أو من أصدقائه أو من المعروفين عنده  ثم يذهبون لأخذ موافقة من السفارة اليمنية في القاهرة، وفعلا يعملون محضرا أن هذا الشخص يريد يتبرع لينقذ حياة الآخر فالسفارة تعمل موافقة بذلك دون علم منها بالمخططات الإجرامية؛ وفي النهاية (الكلى ما بتروحش لليمني تروح لشخص آخر بيدفع مبالغ مالية ضخمة) والمريض يرجع كما هو مريض دون أن يستفيد بل انه يخسر تكاليف السفر والاقامة وهو لا يعلم انه مورست عليه عملية نصب واحتيال، نحن حذرنا السفارة من التساهل في موضوع التبرع بالأعضاء البشرية وذهبت شخصيا للبحث في موضوع استغلال اليمنيين في تجارة الاعضاء البشرية سواء بقصد أو دون قصد، وذهبت لمقابلة القائم بالأعمال في السفارة واتفقنا أنه يمنع منعا باتا تصديق أي تنازل في محضر إلا اذا كانت عملية التبرع مطابقة للشروط.
- وأضاف وزير الصحة: في اليمن لدينا منشآت طبية تعمل على زراعة بعض الأعضاء البشرية ففي العاصمة صنعاء هناك مستشفى الثورة الذي يتم فيه زراعة كلى كلها تجرى بحسب الشروط حتى تعز هناك مستشفى اليمن الدولي كمنشأة صحية خاصة تتم فيه عمليات من هذا النوع عبر اللوائح والقوانين المعمول بها عالميا, ولم نتلق أي شكوى أو بلاغ من أي مواطن حول قيام أي مستشفى في اليمن بإجراء عمليات نقل أعضاء بشرية بطرق غير مشروعة أو حتى مشروعة، وأعلن من خلالكم اذا اراد شخص أن يتبرع لقريبه لابد من أن يمر عبر موافقة اللجنة الخاصة بذلك  في الداخل، أنا اثرت الموضوع مرتين في رئاسة الوزراء ومشكورين في رئاسة الوزراء على تفعيل الموضوع والاهتمام والأمور بدأت تتحسن، ولمن يلوم وزارة الصحة اقول وزارة الصحة في الأول والاخير تدخلها من باب الرأفة بالناس حتى الإجراءات التي اتخذتها انا  شخصيا في القاهرة هي من باب العلاقات الشخصية ومن باب الحرص على صحة وكرامة المواطن اليمني، ومن باب الواجب عليّ كوزير للصحة في اليمن, فنحن دولة لها قوانينها وظروفها وهم كذلك لهم قوانينهم الخاصة، ومع ذلك تم اتخاذ إجراءات رادعة وتم اقفال مستشفيات ومنشآت صحية تمارس فيها عمليات زراعة ونقل الأعضاء بواسطة طرق غير مشروعة في مصر, وحاليا نتابع أي مستجدات في القضية سواء داخل اليمن أو خارج اليمن  في أي دولة في العالم، فالمواطن اليمني هو الثروة الحقيقية لأرضنا الطيبة.
- وطلب وزير الصحة من المستشفيات عدم التساهل في هذا الموضوع.. مؤكداً: لابد أن تتكاثف الجهود لمحاربة هذه الظاهرة فاليد الواحدة لا تصفق، الكل معني بالموضوع المواطن، الأمن العلماء، والوجهاء، والخطباء، والمرشدون ومنظمات المجتمع المدني، واذا تم ردع المكان الذي يتم فيه نقل الاعضاء أنا أسميها سرقة الاعضاء.. فإذا ارتدعت تلك الاماكن انتهى الموضوع، حتى اذا تجمعت عصابات من كل الدنيا ولا يوجد المكان الذي سيتم فيه إجراء تلك العمليات فستتوقف الظاهرة، ومع ذلك نطمئن الناس أن الحمد لله في بلادنا الموضوع خفيف مقارنة بما يحدث في بعض الدول العربية وغير العربية أما عن قضية العصابات والتي هي غالبا ليست محلية لكنها عصابات دولية يعني أن الذي ينقل الاعضاء ليس يمنيا أي إن اغلب اليمنيين سماسرة فقط.
 دور الأجهزة الأمنية
  وعن دور الأجهزة الأمنية وكيف يمكن أن تسهم في الحد من انتشار تجارة الأعضاء البشرية يقول العقيد ركن محمد حزام ـ نائب مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية:
موضوع تجارة الأعضاء البشرية هي حالة لاترقى أن تكون بمستوى ظاهرة عند المجتمع اليمني لا يكاد يمر يوم ونحن نعلم الجمهور ونطلعه على الاشكاليات الأمنية، ونحن للأسف نهول بعض القضايا العادية فمثلا جريمة اغتصاب طفل مازالت تحقق في البحث الجنائي واذ نفاجأ بأن خبرا ينشر بتطبيق الحد على ذلك المغتصب، أنا لا أقلل من الموضوع ولا أهول في نفس الوقت، ماتزال القيم والمثل الدينية والعادات والتقاليد في مجتمعنا اليمني راسخة, لكن في بعض الحالات المواطن نفسه هو المتواطئ على تلك الجرائم لأنه لا يبلغ الأجهزة الامنية بتلك الانتهاكات, هناك استغلال يمارس على الطبقات الفقيرة وليس كل فقير يبيع احد اعضائه، وأحيانا قد تؤخذ اعضاؤهم دون علم الاهالي واكثر من يستغل هم الاطفال الذي ترمي بهم اسرهم  في الشوارع، وعندما نلقي القبض على عصابات ونحقق انجازات أمنية لا تنشر وسائل الاعلام تلك الاخبار الا وسائل الاعلام التابعة لوزارة الداخلية، وسائل الاعلام تغمض عينيها وتصم آذانها هناك ضبطيات بشكل يومي هناك اصابات لرجال الامن لا يتم ذكر تلك التضحيات ابدا، اذا المواطن نفسه لا يتعاون مع الأجهزة الامنية فلا توجد فائدة، بعض الجمعيات الخيرية متورطة في تجارة بيع الاعضاء البشرية في اليمن  و الان تلقينا بلاغات بخصوص هذا الشأن ولكن دون دليل يجب أن تلتزم الجمعيات الخيرية بأعمالها المطلوبة, أيضا تصلنا انباء عن مكاتب للسفريات متورطة بأعمال مشبوهة في هذا الجانب، لكننا نريد دليلا ملموسا.
- وأضاف العقيد حزام: أما من يسأل عن دور الأجهزة الأمنية فأقول: إن دور الأجهزة الأمنية يأتي عند الإبلاغ عن مثل هكذا جرائم وهنا تحريات نقوم بها، لكن عندما يتغاضى ويتستر المواطن عن تلك الجرائم فهو  يعتبر شريكا، هناك رقم مجاني 199 يجب الابلاغ بواسطته عن أي جريمة, قضية تجارة الاعضاء في اليمن ليست قضية عادية بقدر ماهي قضية مسميات بشكل عام عندما يذهب يمني لبيع كليته لا يقولون هو شخص يبيع كليته لكنهم يقولون يمني يبيع كليته، كما ان السفارات يجب أن تفعل أدوارها، ووزارة الصحة عليها دور أساسي هناك مستشفيات أهلية تم فتحها وليس فيها أطباء أصحاب كوادر هناك أطباء أجانب يعملون في مستشفيات يمنية يمارسون النصب والسرقات بشكل علني، يجب أن لا تمنح التراخيص والتصاريح لمزاولة مهنة الطب بشكل عشوائي، فمن قام بالسمسرة في هذا الموضوع قد يجر الآخرين وهذا ما يحدث أتمنى ألا ننجر للتشويه..
aladdin-70@hotmail.com

الطموحات كبيرة رغم الإمكانيات البسيطة

يمتلك اليمن ثروة بشرية كبيرة وخاصة من فئة الشباب والذي يعول عليهم بناء الوطن, وقد برهن الشباب اليمني أنه قادر على تجاوز كل المنغصات والعراقيل التي تقف في مسيرته ليواصل مشوار البناء والتحديث, وكنموذج مشرف لمثل هؤلاء الشباب اللاعبين محمد عبدالجليل الصهباني ومصطفى محمد الحيمي لاعبي المنتخب الوطني للمصارعة واللذان حققا إنجازات كبيرة على المستوى المحلي ورفعوا علم اليمن في المحافل الدولية التي حققا فيها إنجازات كبيرة في وقت قصير ومن تلك الإنجازات عدد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وحققا المراكز الأولى في بطولات إقليمية وعربية وعالمية.. التقينا البطلين ليحكيا لنا قصة نجاحهما وأنجازاتهما..


لقاء: علاء الدين الشلالي







* في البداية التقينا الكابتن البطل محمد الصهباني وسألناه عن بداياته في لعبة المصارعة؟
ـ في البدايات كنت أمارس الرياضة منذ الصغر, وبداياتي في المصارعة كانت التردد على صالات الاتحاد فركز عليّ المدرب ثابت الأعظمي عراقي الجنسية وذات يوم سألني لماذا تاتي الينا فرديت عليه ارغب ان أكون بطلاً فقال خلاص ياابني تعال كل يوم وواصل التدريب ومع الأيام اهتم بي الكابتن ثابت اهتماماً خاصاً أنا وزميلي مصطفى الحيمي وكان يعلمنا أشياء كثيرة.. وبعد دخولي المصارعة بثلاثة أشهر شاركت في أول بطولة محلية لي في مدينة الحديدة وحققت المركز الثالث, وفي 30 نوفمبر 2008 ذكرى عيد الجلاء شاركت في بطولة أبطال المحافظات للناشئين  بمشاركة 8 محافظات وبعدها بثلاثة أشهر شاركت في  بطولة أبطال المحافظات بمشاركة 9 محافظات.
* وماذا عن مشاركاتك خارج اليمن؟
ـ بعد بطولة الناشئين داخليا شاركت في عام 2009 في بطولة العرب للناشئين وحققت المركز الثالث وبعدها رجعت صنعاء ولعبت بطولة جمهورية ناشئين، ثم ترحلت داخليا شباب وكانت بطولة الجمهورية سهلة علينا، وانا أؤكد لكم ان حبنا للرياضة جعلنا نجتهد كثيرا خلال التمرينات, كما اننا اصبحنا نتمرن بشكل يومي صباحاً ومساء وحتى في الإجازات لدرجة اننا في المعسكرات كنا نلعب ثلاث فترات ولمدرب المنتخب دور في الهمة العالية التي كنا ومازلنا نتمتع بها.. وفي فئة الشباب لعبت بطولة أندية الجمهورية وحصلت على مركز متقدم ولعبت مع لاعب منتخب سابق كان ذلك بحضور وزير الشباب والرياضة السابق، قبلها لعبت في سورية فئة الناشئين في بطولة غرب آسيا وحققت المركز الثالث مصارعة حرة والمركز الثالث مصارعة روماني وحققنا المركز الثالث فرقي, ثم لعبت فئة شباب في الأردن وحققت المركز الأول مصارعة حرة والمركز الثاني روماني واستمريت ثم لعبت في الدورة العربية في قطر وحققت المركز الخامس في نهاية 2011 وكانت أول بطولة لي فئة رجال متقدمين وشجعني اكثر مدرب المنتخب الذي كان واثقاً بقدراتي فسمح لي ان العب رجال.. واستمريت في التمرين المكثف بإشراف من رئيس الاتحاد العام للمصارعة الكابتن عبد الله المغربي.
* كما أننا سألنا الكابتن البطل مصطفى الحيمي عن بداياته؟
ـ بداياتي مشابهة لزميلي وأخي محمد الصهباني بدأت أنا وهو مشوارنا الرياضي سوية حيث كانت مشاركاتي المحلية نفس مشاركات محمد الصهباني وخارجيا أول مشاركة لي كانت في بطولة الناشئين العرب وحققت فيها المركز الثالث وكانت بطولة قوية, ثم رجعت لليمن وشاركت في إحدى بطولات المصارعة في مصر وحققت ميداليتين برونزيتين ثم شاركت في بطولة الشباب العرب وحققت فيها المركز الثاني ثم شاركت في بطولة آسيا في الصين وكانت بطولة قوية وهي مقاربة لبطولة العالم ثم شاركت في معسكر خارجي في كوريا تضمن المعسكر تمارين مكثفة صباحية ومسائية توزعت بين تمارين التقوية واللياقة والفنية، والمهارية ثم في معسكر آخر في بلغاريا, ثم شاركت في بطولة قطر وحققت المركز الخامس ولعبت اوزان 66و74كجم.
هواياتي المفضلة كرة القدم والسباحة والرماية وقيادة السيارات الرياضية.
* من خلال احتكاكما مع عدد من المصارعين العرب من هم المنافسون الحقيقيون لكما؟
ـ دائما المنافسات القوية تكون بين اليمن وسورية والعراق لم تكن اليمن من قبل تذكر في لعبة المصارعة, لكن بفضل الله وبفضل الكابتن القدير ثابت الأعظمي اصبح للاعب اليمني هيبة, ويحسب له الف حساب, وهذا الشيء عزز الثقة في نفس اللاعب اليمني الذي يتميز عن غيره من اللاعبين بالصبر والشجاعة والإقدام.
*حدثانا عن الصعوبات التي واجهتكما طوال مشواركما الرياضي..
ـ الصعوبات التي واجهتنا ونواجهها كانت كثيرة لكن في بداية مشوارنا كان الهم الأول لنا هو اللعب فقط لكن بعد ان كبرنا احسسنا ان هناك صعوبات جمة خصوصا انك تشاهد غيرك يكبر ويتطور فتكثر احتياجاتك إذ لابد من توفير معسكرات خارجية للاحتكاك بمصارعين آخرين.. أيضا وزارة الشباب والرياضة مقصرة جدا معنا والتي نتمنى من المسئولين فيها ان ينظروا إلينا كلاعبين لنا احتياجات وطموحات وكلها تصب في خدمة الوطن ولأن العمل الأساسي لوزارة الشباب والرياضة والمفترض ان تصب كل جهودها  لتلمس احتياجات اللاعبين، فالمفترض ان العاملين في الوزارة هم موظفون لرفع شأن الرياضة والرياضيين وليس للتسلط عليهم.
* ماذا قدم لكم الاتحاد العام للمصارعة؟
ـ الاتحاد العام للمصارعة وبإمكانياته البسيطة قدم ومازال يقدم لنا الشيء الكثير والدعم المعنوي قبل المادي, ونحن نعرف احتياجات الاتحاد الذي يتبنى همومنا ومشاكلنا أولاً قبل كل شىء لابد من مساواة اتحاد المصارعة بالاتحادات الأخرى من حيث الدعم المادي والمعنوي من قبل وزارة الشباب والرياضة وأجهزة الدولة المختلفة, هناك اتحادات يقدم لها دعم كبير وهي لا تقدم أي شيء ونحن لاعبو المصارعة قدمنا أكثر من 72 ميدالية ملونة لابد من الانصاف والعدل.
* حدثانا عن ماهية الاحتياجات الخاصة بكم؟
ـ احتياجاتنا تتمثل بالآتي: توفير صالة تدريب مناسبة لنا وتساوي أبسط الامكانيات فعلى سبيل المثال لا يوجد لدينا شاخص, كما ان صالاتنا الحالية مليئة بالغبار لذا نتمنى ان يتم بناء صالة مغلقة.. أيضا لم يتم تكريمنا من قبل قيادة وزارة الشباب والرياضة, ومن المؤسف اننا نطلب التكريم ولا يفكر المسئولون بذلك يمكن ان البعض لا يرى الإنجازات المتواضعة التي حققناها، أيضا نحتاج لتأمين صحي لنا, أيضا نحن بدون رواتب فلابد من توفير مرتبات للاعبي المنتخب.. ونتمنى ايضا إدخال مشاكل الرياضيين الشباب في الحوار الوطني الشامل المزمع إجراؤه في الفترة القادمة ولابد من الاهتمام بنا كشباب من قبل القطاع الخاص بجانب القطاع الحكومي, على كل مسئول في البلد ان يستشعر المسئولية تجاهنا لأننا لا نمثل أنفسنا بل نمثل اليمن،
فالسلام الوطني لا يعزف الا لرئيس أو ملك أو رياضي، إذاً نحن الرياضيين نعتبر سفراء حقيقيين لليمن نتذكر عندما عزف السلام الوطني اليمني في إحدى البطولات خارج الوطن تأثرنا كثيراً وذرفت أعيننا بالدموع شوقا وإجلالا  لليمن.
* ماهي طموحاتكم؟
ـ طوحاتنا كبيرة جدا ومنها أن نحقق المراكز الأولى في البطولات العربية والإقليمية والعالمية ولن نيأس ابدا  وسنستمر لاننا نحب الوطن ولأن اليمن غالٍ، ولدينا طموحات بتطوير لعبة المصارعة فنحن نشجع اللعبة وفي العاصمة نقوم بتدريب ناشئين شاركوا في بطولة محلية  تحت اشرافنا، نطمح بأن نرى الشباب اليمني بلا قات  ونطمح بأندية كثيرة في المحافظات والمناطق اليمنية.. الطموحات كبيرة رغم الامكانيات بسيطة.
* لمن نقدمون الشكر؟
ـ أولاً نتقدم بالشكر والتقدير والاحترام للكابتن الوالد ثابت الأعظمي فعلاقتنا بالكابتن ثابت علاقة أب وابنه فهو يتفقد أحوالنا ويراعي نفسياتنا ولا نستطيع ان نجازيه لكننا بإذن الله سنحقق إنجازات تكون شاهدة على أننا نجازيه لبعض ما قدمه لنا, كما أن الشكر وبدرجة كبيرة للأستاذ محمد الأسودي, والأستاذ أكرم الحميري والكابتن على الزيادي فهم من وقفوا معنا واستقبلونا في مطار صنعاء عندما حققنا الإنجازات الأخيرة, كما نتقدم بالشكر والامتنان للأستاذ محمد معياد والأستاذ زياد شجاع الدين ووليد دماج هؤلاء العظماء دعمونا كثيرا.

المديح والإنشاد.. بداية يمنية أغلب التراجم تقول أنه وجد منذ أكثرمن 1400 عام

يتجولون في أحياء وشوارع وأزقة المدن والقرى اليمنية المتنوعة ,ليقدمون أجمل الأناشيد والتواشيح التي تجود بها أصواتهم ,فيتجمع الناس حولهم مستمتعين بما يقدموه فيدفع لهم البعض أموالاً بسيطة مقابل ما يقدمونه ,وغالباً ما يزاولون نشاطهم في أوقات النهار في المواسم والأعياد الدينية ,وقد يستخدمون بعض الآلات كالطبول والدفوف التي تصاحب أدائهم للأناشيد والتواشيح الروحانية التي تحكي قصص الأنبياء والصالحين ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,والحث على الفضائل ,ذكور وإناث يمارسون هذا العمل منذ نعومة أظفارهم ,يتعلمون من آبائهم ومن سبقهم حفظ الأشعار والكلمات الروحانية ويلحنوها بأصواتهم ...انهم “المداحون”,,



تحقيق :علاء الدين الشلالي 
في هذا التحقيق نبحث عنهم وعن تاريخهم واشهر رواد فن “المديح “وعن ما يقدمه المداحون 
 في البداية التقينا بمحمد عباس من أبناء محافظة المحويت و احد الشباب الذين يمارسون المديح في القري والمدن اليمنية ,يقول عباس: 
أنا لم ادرس في المدارس النظامية ,ولكنني تعلمت على يد والدي رحمه الله.. تعلمت حفظ الشعر الخاص بالمديح النبوي ومدح الأنبياء والصالحين وقد حفظت اكثر من 200قصيده لعدد من شعراء المدح وعلى راسهم الشيخ عبد الرحيم البرعي ,حيث 
أنني أتنقل أنا واخي في عدد من القرى والمناطق اليمنية ,وبفضل الله زرنا اكثر من 50 منطقة في صنعاء وإب وذمار وحجه و المحويت وعمران, ودائماً ما نلاقي حفاوة الاستقبال وطيب العشيرة وكرم الضيافة من الناس,, ونحصل على مبالغ مالية لله الحمد تكفي قوت يومنا وزيادة بفضل الله ,,نحن مقتنعون بما نقوم به ومؤمنون انه عمل نتقرب به لوجه الله تعالى.. 
ولدينا أخت وحيدة تعيش معنا بعد أن توفي والدانا رحمهما الله ,وبسبب الظروف القبلية والاجتماعية فنحن لا نأخذها معنا في المناطق البعيدة عن قريتنا ,فقط نحضرها إلى صنعاء ونتجول في الأسواق والحارات المتعددة في العاصمة ,وتلقى نفس التكرم الذي نحظى به في باقي المناطق اليمنية . 



< .. الحاج احمد مسعد, احد المارة في شوارع صنعاء القديمة يقول : 
أنا استمتع بشكل كبير بما يقدمه المداحون فهم يذكرونا بالواحد الأحد جل في علاه وبالنبي محمد وباقي أنبياء الله عليهم السلام ,يعجبني الاستماع لقصة النبي يوسف من المداحين ,هكذا تعودنا منذ أن كنا أطفالاً في قريتنا ,وعندما ادفع 200ريال لمن يمدح النبي فانا ادفعها وانا في ارتياح شديد لأنني أشجع النشيد الذي يمدح المصطفى صلى الله عليه وسلم . 







ـ يؤكد رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع أن فن المدح هو احد الفنون القديمة منذ القدم وان المؤسس الحقيقي لفن المدح هو حسان بن ثابت، وكان معه عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك و تبعهم كعب بن زهير وجميعهم كانوا يلقون كلمات للإشادة بالنبي صلى الله عليه وسلم , وتمدح أخلاقه وفضائله ومناقبه ، فكان في مضمون تلك الكلمات تأثراً بقيم الدين الجديد 
ومثله وتعاليمه، مبرأ من أي غرض دنيوي،,,وفيه استخدام الشعراء حشداً من الألفاظ العاطفية والانفعالية على نحو غير مألوف من قبل، وهي في احتشادها وتتابعها وتكرارها تقوم عندهم مقام التشبيهات والصور المجازية، ثمّ بناء عبارتهم من تلك الألفاظ المختارة

في انسياب واضح نابع من بساطة تلك الألفاظ، وعصريتها مما جعل من لغتهم الشعرية ظاهرة لغوية وفنية جديدة، تميز شعرهم عما سبقه وعاصره.


وثم اضمحل هذا الفن في العصر الأموي والعباسي، ,وبذلت جهود كبيرة حتى تم تجريد شعر المديح النبوي من المذهبية والطائفية. 
وفي اليمن لا يوجد تاريخ محدد لبداية الإنشاد ، ولكن أغلب التراجم تقول أنه وجد منذ أكثر من 700 عام، وأظن أنه لو رجعنا إلى ما قبل 1400 سنة ستكون هي البداية الأولى للإنشاد الديني، حيث وجد المهاجرون والأنصار وأصلهم من اليمن في المدينة المنورة وأنشدوا أثناء استقبالهم الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام أنشودة طلع البدر علينا ولدينا مئات وآلاف الألحان بالأناشيد اليمنية، حيث أن القصائد والمشارب لها من ثلاثة ألحان وأخرى من ستة ألحان، وهذا الثراء اللحني في قصائد الإنشاد اليمني لا يوجد في أي فن بأي وطن آخر. 
وهناك أكبر قصيدة مكونة من 500 بيت شعري، وهي قصيدة في باب المديح النبوي، قد سميت بقرآن الشعر، وهي للإمام البويصيري وقد قالها مادحا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أبرز قصائد الإنشاد التي ينشد بها في مناسبات مختلفة في صنعاء 
وأغلب قصائد المديح النبوي كان شعراؤها من الصوفية، 

وفي نفس الوقت لم يقتصر المدح على الصوفية فهناك شعراء كثيرون مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يكونوا متصوفين لأنّ حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومدحه لا يقتصر على فئة أو مذهب أو جماعة من المسلمين فقد أرسل للناس كافة. 
< .. ويعزز الباحث في التراث الإسلامي محمد الشهاري حديث الأكوع ويضيف : 
إن فن المديح هو غرض من أغراض الشعر القديمة , يلجأ إليه الشاعر للتعبير عن إعجابه بشخص أو قبيلة يجد فيها من الصفات ما لا يجد عن غيره ,فالمديح تعدد لجميل المزايا ووصف الشمائل الكريمة وإظهار للتقدير العظيم الذي يكنه الشاعر لمن توافرت فيهم تلك المزايا ,والمديح هو الإعجاب بالفضيلة لذاتها وثناء على صاحبها لأنه يمثل القدوة فيما يفعل ,والرسول صلى الله عليه وسلم أعطى لهذا البعد الروحي الوجداني حقه من الاهتمام، فقد أوكل أداء الآذان للصحابي الجليل بلال بن رباح، لما كان يتميز به من صوت جميل وحلاوة في الأداء، وكان يقول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : “اقرأ القرآن فإني أحب أن أسمعه منك فقد أتاك الله مزمارا من مزامير داوود”. و بعد وفاة النبي استمر هذا الفن في الترعرع في عهد الخلفاء الراشدين، ثم بدأ يعرف توسعا في عهد الإمارات المتوالية من بعد الخلافة الراشدة، كالإمارة الأموية و العباسية… بعدها بدأ يعرف اهتماما خاصا لدى الصوفية، الذين انفردوا به وطوروه وكانوا دائما يعتنون به ويحملونه من جيل إلى آخر، والسماع أو ” الذكر” أحد الوسائل التهذيبية لدى المتصوفة لما له من تأثير فني و وجداني على المريد السالك، ويؤدى السماع في مجالسهم بأن ينشد فرد أو أكثر قصيدة لشيخ من مشايخ التصوف بأصوات تتمايل لها الأسماع وتتمايل لها الأجساد، ينتهي كل مقطع برد جماعي من المريدين سواء بالهيللة ” لا إلاه إلا الله” أو بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اليمن ارتبط المداحون بالمناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى، ومولد النبي ورأس السنة الهجرية ,فبعضهم ينشد ويتففن بالنشيد والتوشيح إما في الشوارع أوفي الأحياء والحارات ,وهؤلاء مختلفون عن المنشدين الأخرين الذين ينشدون في جلسات المقيل, والجلسات الروحانية ,واغلب القصائد هي عن عبدالرحيم بن إسماعيل البرعي نسبة إلى قبيلة برع ,وهو فقيه صوفي يمني شاعر عاش في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع ، قرأ الفقه والنحو على جماعة ، و تأهل للتدريس, و له ديوان مطبوع وبه قصائد في الغزل و في الوجد الصوفي. وكان البرعي الوحيد من شعراء العصر (الرسولي)، ولم يتكسّب بشعره لدى الملوك والرؤساء لمدحهم، رغم فقره المدقع، ,ومن القصائد الخاصة بالبرعي والتي دائما ما يرددها المداحون القصيدة المشهورة باسم “يا راحلين” وله أيضا القصيدة التالية : 
 أقم الصلاة لوقتها يا لاهي 
عنها فلا تك إن غفلت بساهي 
 وأمر بها ما دمتَ أهلك واستقم 
 فيها ضمان الرزق عند الله 
 إن الصلاة عماد دين محمد 
 وكذلك ركن بناء دين الله 
 فاصبر عليها إنها لكبيرة 

 إلا لعبد خاشع.. أواه 
إن الصلاة مع الجماعة سنة 
 يرجي قبول صلاتها لله 
 وصفوفها كصفوف أملاك السماء 
 وبهم إله العالمين يباهي 
هي عدة عند الشدائد كلها 
 حصن من البلوى وخطب داه 
 هي أفضل الأعمال عند مليكنا 
وغدا تنجي من عذاب الله 
بالله إن رفع الأذان محيلا 
 فذروا البيوع وكل أمر لاه 
 وأتوا الصلاة فإنها خير لكم 
 من إبلكم أغنامكم وشياه 
 قال الرسول: لقد هممت مبينا 
 سوء التخلف عن بيوت الله 
 والله في العقبى أشد بمن عصى 
بأسا وتنكيلا بغير تناهي 
 يا حسرتا ضاع الزمان سدى 
 وقد فرطت في آداب جنب الله 
وهناك أشخاص آخرون يحملون نفس اللقب البرعي كانوا متواجدين في مصر والسودان والعراق وينتهجون نفس مسار هذا الفن 
ـ ودائما ما تردد في مناسبات رمضان والمناسبات الدينية القصائد الخاصة بالموالد والمنسوبة للفقيه المتصوف احمد بن علوان حيث يقومون في وقت القيام في المولد برش العطور والإكثار من وضع 
البخور في النار فتتصاعد الروائح الطيبة وهكذا ويكون المنشد والمستمع حينها قد بلغ الذروة الروحية وتنطلق الروح حد قولهم إلى عالم لا متناهٍ من الأحاسيس والمشاعر في تآلف حميمي. 
ومن اشهر المداحين الروحانيين في اليمن المرحوم الشيخ الحافظ محمد حسين عامر الذي انشد اجمل التواشيح الروحانية مثل: 
يا رب يا مسبل علينا الغمام .. 
ولك الحمد حمدا أستلذ به ذكرا 
 وعظيم الجلال جزيل النوال 
 وطرقت باب الرجا والناس قد رقدوا 
 وجمع الله شمل كل محب  
بأوقات الهنا والمكرمات 
و أنا بالله وبالوجه الذي 
و الصبر حصن الفتى 
وأطلق الفكر في فسيح الوجود 
 و أخوة الحق باسم الله هادينا 
ويبقى فن المدح من اهم الفنون التراثية التي مازالت في تماسكها حتى يومنا الحاضر.

المتحف الحربي .. توثيق التاريخ السياسي والنضالي لليمن

المتحف الحربي بصنعاء من أقدم المتاحف في اليمن والجزيرة العربية، ازدادت أهميته بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م ،لما فيه من مقتنيات متنوعة تحكي للأجيال حال اليمن إبان حكم الإمامة الذي لم يكن فيه أي وجود للمعالم الثقافية والأثرية التي توثق الهوية اليمنية والتاريخ المتعاقب للإنسان اليمني، تم تجهيزه عبر مراحل متعددة، وحار القائمون عليه في اختيار المكان المناسب لاحتواء تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر حتى استقروا في اختيار المبنى الحالي الذي يقع وسط العاصمة صنعاء والذي يحمل دلالات لا يمكن أن تمحوها الذاكرة..

التقينا العقيد الركن/محمد صالح حويدر - مساعد مدير الدائرة للشئون الثقافية ورئيس شعبة المتاحف ومدير عام المتحف الحربي بصنعاء ,وخرجنا منه بالحصيلة التالية :
< ماذا تعني لك كمدير عام للمتحف الحربي رمزية المبنى الذي يقع فيه المتحف ؟
- رمزيه مكان المتحف تعني لي ولليمنيين الشيء الكبير والكبير ,فهذا المكان يعتبر ذاكرة الوطن لما يحويه من نفائس ومقتنيات لا تقدر بثمن، فهذا المكان الذي وجد قبل آلاف السنين له حكايات متعددة ,فهو يجسد محاكاة التاريخ اليمني القديم والمعاصر, ولمن لا يعرف ان مبنى المتحف الحربي بصنعاء تم بناؤه أثناء تواجد العثمانيين عندما حكموا اليمن وقد كان عبارة عن مدرسة تعليمية ,وبعد خروج العثمانيين من اليمن حوله الإمام يحيى حميد الدين الى سجن سمي بسجن الصنايعة, وبعد سنين تحول الى مقر للبعثة العسكرية العراقية والتي كلفت آنذاك بإعداد الجنود والعسكر في عدد من المناطق في اليمن ,وبعد قيام ثورة 26سبتمبر المباركة وبالتحديد في عام 1965م تحول الى مقر لوزارة الداخلية ,وفي عام 1984م تحول الى متحف حربي.
< حدثنا عما يحيويه المتحف من مقتنيات؟
- مبنى المتحف يتألف من ثلاثة طوابق وأكثر من 12 قاعة اضافية ,وقسم المتحف بحسب الاقدمية أي بدأنا تقسيم المتحف بحسب العصور التاريخية لليمن ابتداء من العصر الحجري حتى مرحلة ما قبل الميلاد الى الفترة الاسلامية ثم مرحلة الاحتلال العثماني في شمال اليمن والاحتلال البريطاني جنوب اليمن ,ثم مراحل المقاومة الوطنية ,وبعدها مراحل التحرر من الاحتلالين , ثم مرحلة حكم الائمة حتى قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين وكذلك خصص جناح خاص لعرض دور المصريين ومساندتهم لثورة سبتمبر عام 1962م ,ثم مرحلة قيام الوحدة المباركة وأخيراً تم افتتاح جناح خاص بالرؤساء الذين حكموا اليمن شمالاً أو جنوبا وبعد الوحدة.
< حدثنا عن الجناح الخاص بحكام اليمن والذي تم افتتاحه مؤخراً؟
- نعم افتتحنا مؤخراً الصالة الخاصة بحكام اليمن والتي حرصنا أن يتواجد فيها كل الرؤساء الذين حكموا اليمن شمالا وجنوبا منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى 21 فبراير 2012م ولدينا مقتنيات خاصة بكل من الرئيس ابراهيم الحمدي والذي استلمناها من نجله ذي يزن ,وتحتوي تلك المقتنيات على بدلة عسكرية وأوسمة وأقلام وبعض المقتنيات الرمزية ,وكذلك مقتنيات اخرى تخص الرئيس العرشي و عدداً من الرؤساء السابقين لليمن ,وحتى لا أنسى ايضا تم افتتاح معرض الصور للقلاع والحصون في كل من محافظة المحويت وحجة وعمران والحديدة إلى جانب قاعة المحاضرات والمؤتمرات.
< المتحف إدارياً يتبع التوجيه المعنوي أيهما أفضل أن يكون ضمن التوجيه المعنوي أم هيئة مستقلة بذاتها؟
- الأفضلية أن يكون مستقلاً لما يحويه من كنوز تاريخية يجب ان تعامل معاملة خاصة ,كما يجب ان تنفذ انشطة تواكب العصر الحديث.
< ماذا عن التنسيق بينكم وبين جهات ذات صلة داخلياً وخارجياً؟
- تواصلنا يكون عادة بوزارة الثقافة اليمنية والتي عن طريقها يتم التواصل مع هيئات ومنظمات مهتمة بالتاريخ والتراث.
< لماذا لا تدرجون مقتنيــات تخـص الــحروب السبعة في صعدة، كذلك الحروب التي جرت في عدد من المناطق التي شهدت صراعات مسلحة خلال العام الماضي ؟
- نحن لا نريد ترسيخ الفتن في وطننا ,لابد من الابتعاد عن ما يشوه تاريخنا أياً كان هذا الشيء ,دعوتنا هي التسامح والسلام والاعتدال والوسطية والاخاء بين أفراد الشعب اليمني الواحد.
< هل تساهم معكم الدولة في دفع ما تستلمونه من مقتنيات من أشخاص أو جهات ؟
- أبداً نحن ندفع ذلك من ميزانيتنا الخاصة بالمتحف.
< أكيد انكم زرتم متاحف مشــابهة للمـتحف الحربي في عدد من الدول، كيف تقيمون المتحف الحربي مقارنة بتلك المتاحف المشابهة ؟
- بكل تأكيد وفخر واعتزاز المتحف الحربي في بلادنا يعتبر الأهم والأفضل، لأن متحفنا غني بالمقتنيات المتنوعة والمختلفة، لدينا المئات من النقوش والمخطوطات والصور والوثائق واللوحات الفنية والمجسمات وصور رمزية للأسلحة النارية والبدائية، فمثلا النقوش تتنوع من نقوش المسند الى التماثيل الحجرية والرخامية كذلك الادوات المنزلية التي استخدمت آنذاك.
< ما الأنشطة التي تقام في المتحف؟
- يتم استقبال مئات الزوار من السياح العرب والأجانب كذلك نستقبل بشكل دوري طلاب المدارس من مختلف المستويات الدراسية ,كما اننا نستقبل طلاب الجامعات والباحثين والمهتمين بالآثار وبالتراث وبالتاريخ السياسي والعسكري لليمنيين , نستقبل ايضا الوفود العسكرية من الدول الشقيقة والصديقة.
< ماهي طموحاتكم فيما يخص تطوير المتحف في المستقبل؟
- نطمح أن تتم توسعة المتحف بدلاً من هذا المكان ,حيث إن هذا المبنى لم يعد قادرا على استيعاب المقتنيات التي تزداد يوماً بعد يوم , فالمخازن الخاصة بالمتحف مليئة بمقتنيات لا تقدر بثمن، فمن الظلم ان تبقى حبيسة الزمن ,ونأمل ان يتوسع المتحف في مكان واسع وأعني هنا مبنى (العرضي ) الذي يقع بجوار باب اليمن في العاصمة، حيث انه يعتبر من المباني القديمة والتي بنيت في عهد العثمانيين بأسلوب هندسي مميز ,بحيث يكون مبنى المتحف الحربي الحالي في التحرير متحفاً لما قبل الوجود العثماني في اليمن ,ويكون المتحف الذي سيقع في مبنى العرضي متحفاً عاماً يتسع لجميع المقتنيات كما يستوعب آلاف الزوار كون مساحته واسعة.







الاخ الروحي

غالبا مانسمع عن مصطلح يتداولة بعض الناس عندما يتذكروا   فردا يكنو له كل معاني  الحب الاحترام والإجلال ,وكثير منا يعرف ان  مصطلح  الاب الروحي يعبر عن  الشخص المرشد اوالموجه لفرد او  لإفراد او جماعات  كما ان الاب الروحي يعتبر الشخص الذي له تاثير كبير على حياة كثير من الناس وبالتالي   تكون له قوة وكلمة مسموعه سواء عند افراد او جماعات, المصطلح  يتداوله المسيحيون في شتى انحاء العالم  منذ زمن , ففي الديانة المسيحية للاب الروحي صفات محددة  يجب ان يتحلى بها ومنها  ان يكون ابا روحانيا أي مملوءا من الروح القدس أي ان يكون له صفة القدسية الممتلئة من حياة الله كما ان من صفاته ان يكون عارفا باله  مؤديا للصلاة ويمتلك معرفة كبيرة بالقلوب والضمائر, هنا ك مصطلح اخر قريب من الروحانية ويتداوله المسلمون والمسيحيون بل انه متداول عند البوذيون والهندوسيون  في شتى انحاء العالم وهو مصطلح (الزعيم الروحي ) الذي يسيطر على القلوب والعقول بدون اكراه او عنف ولا تقتصر انشطته للتحفيز على الجهود الخيرة فقط , فهناك زعماء روحيين تم ذكر اعمالهم في التاريخ القديم والحديث والمعاصر وكانوا نماذج قادرة على صنع الخير   في تاريخنا المعاصر امثال الدلاي لاما الزعيم الروحي لاقليم التبت والذي يقدر اتباعه باكثر من 5 ملايين نسمة و بالرغم من اعتزاله العمل السياسي الا انه ضل رمزا للحرية والمحبة والتسامح  ,وهناك زعماء روحيين دفعوا حياتهم ثمنا للقضية التي عاشوا من اجلها امثال الزعيم الروحي لمسلمي داغستان الشيخ سيد فاندي والذي اغتيل غدرا في منتصف العام الماضي
بالمقابل هناك نماذج سخرت انشطتها لنشر الكراهية والحقد والضغينة امثال
عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس في اسرائيل صاحب فتوى حرمة علاج الاطباء اليهود للامراض  غير اليهود في اسرائيل وغيرها كما ان له دعوات بغيضة تتمثل  بالابادة الجماعية للعرب والمسلمين
 نعود لمصطلح الاب الروحي الذى يتواءم مع اتباع المسيحية في العالم والذي ينظر في العالم كاحد اهم  مصطلحات العولمة
اما في الاسلام فقد كره بعض العلماء مصطلح الاب الروحي لما له من ارتباط بالكنيسة واللاهوت عند المسيحيين وكانت اخر فتوى دينية حول هذا الموضوع  بانه من الاولى للمسلم ان يتجنب تداول المصطلح
انا اخذت بهذه الفتوى طاعة وانقياد  ولان هناك من  هو جدير بان  يطلق عليه مصطلح اخر  ينبطق عليه ويتناسب مع معتقداتنا الدينية انه مصطلح  (الاخ الروحي )الذي يعيش حاضرا بيننا وبقوة  فالاخ الروحي عندنا كمسلمين ايضا له صفات محددة واكثر شمولية  من الاب الروحي عند المسيحية  وتتمثل بالايثار ونشر المحبة والوفاء ,,انه الاخ الروحي الذي قلما نجد له مثيل في عصرنا الحاضر ,,تراه دائما مترفعا عن كل الصغائر ,يحس بآلامك وآهاتك ,يتلمس احتياجاتك وعند الخطوب يكون اول المبادرين لمواساتك وفي المسرات  هو لك المبارك دوما وابدا ,,لايعرف لغة المصالح  وفي الحق دائما منافح , اذا هو الاخ الروحي الذي اما قد يكون اخا شقيقا لك او صديقا او زميلا ,ومهما تعددت درجات العلاقة فيضل في نظرك (الاخ الروحي ) الذي تسمتد منه القوة والانطلاق لافاق اكثر اتساعا من الدائرة التي تدور حولها في حياتك ,والاخ الروحي والمستحق ان يطلق عليه هذا الاسم الذي يختزل الكثير من الصفات المثالية هو الذي يسمو الى مراتب عليا مرتبطة ارتباطا وثيقا   بجمال الخلق وجمال الطبع وجمال القول وجمال الروح .

الخميس، 28 نوفمبر 2013

                                                   الراب في اليمن.. فن جديد يستهوي الشباب




"AG"او حجاج وفرقة الراب التابعه له مع المحرر

الراب موسيقى غنائية سريعة يقوم مؤديها بترديد إيقاعي سريع لكلمات الاغنيه المكونة من عدد كبير من القوافي لصالح عدة مواضيع، والراب نوع من انواع  الهيب هوب وهي حركة ثقافية نشأت في ضواحي المدن الامريكية.. وبدأت في التطور عام 70م واعترف به رسميا كثقافة وفن في عام 83م بعد ابتكار افريكا بامباتارا له جديدة تعطي صوتاً الكترونياً يمزج بين أصوات الطبول وتكنولوجيا جديدة.. 
ويمتاز أصحاب هذا النوع من الغناء باللباس الفضفاض الواسع وهو مستوحى من لباس رياضة البيسبول؛ ووجدت ثقافة الهيب هوب للتقليل من العتق في أوساط الشباب ،وقد انتشر الراب في عدة دول في العالم حتى وصل للوطن العربي في بداية التسعينيات عن طريق لطفي دويل كانون وغيره من الأمريكان العرب.



شباب يمني يرقص على اغاني الراب




تحقيق:علاء الدين الشلالي 

وفي اليمن دخل الراب عن طريق أي جاي او حجاج عبد القوي  الشاب الذي ولد وترعرع في الولايات المتحدة الامريكية وهو من أوائل مؤديي الراب في الشرق الأوسط وقد التقينا بحجاج الذي قدم مؤخرا أغنيه خاصة بخليجي 20 وكان لها شهرة واسعة في اليمن والخليج وعرضتها عدة قنوات فضائية، حيث قال بدأت الراب بأول أغنية قدمتها في الولايات المتحدة الامريكية بعنوان يمن بلادي العظيم وكنت قد أدخلت شيئاً جديداً في الاغاني الامريكية، وقد اشتهرت هذه الاغنية بشكل كبير في الولايات المتحدة لأسباب عديدة منها دمج إيقاعين مختلفين في أغنية واحدة والاغنية  تتحدث عن مناطق متعددة في اليمن كجبن وحمام دمت ورداع، بعد ذلك رجعت إلى اليمن وذهبت إلى شركه الأوتار الذهبية وعرضت عليهم توزيع أغنياتي فقبلوها ووزعت في اليمن واشتهرت ، رجعت بعد ذلك إلى أمريكا وأنتجت ثلاثة البومات وشاركت في العديد من المناسبات هناك وكان آخر حفل في أمريكا في مسرح كان قد حضره الرئيس بوش وشخصيات امريكية رسمية ،رجعت إلى صنعاء وصادف رجوعي اثناء فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية.
ويواصل حجاج حديثه: استدعوني في التلفزيون اليمني لتقديم أغانٍ في مناسبة وطنية وبعد أن ظهرت في التلفزيون اليمني زادت شهرتي على مستوى اليمن  بل مستوى الخليج العربي.
وعن مدى تقبل المجتمع اليمني لفن الراب الذي يقدمه حجاج يقول حجاج:
 في البداية كنت متخوفاً في عدم تقبل  المجتمع اليمني للفن الذي أقدمه لكن الحمد لله وجدت أصداء إيجابية داخل اليمن وخارجه وعملت مع كبار مؤديي الراب في العالم مثل راديكور وهذا أعطاني حافزاً لأواصل ما أقدمه خصوصا بعد تعاون بعض المسئولين في اليمن مثل الأستاذ فارس السنباني الذي دعمني عن طريق علاقاته بالوسط الإعلامي و الدبلوماسي داخل اليمن وخارجه.
وعما اذا كان هناك تقبل لفن الراب في الوسط الفني اليمني يقول الفنان إبراهيم الطائــفي احد فناني الاغــنية الــصنعانية: صحيح أن الراب أتى من الثقافة الامريكية لكنه شيء طيب وجميل أننا نوصل رسالتنا وتراثنا كيمنيين للآخرين عن طريق الفن الخاص بهم حتى وان كان مختلفاً عن الفن الخاص بنا حتى يفهمونا جيدا وأنا على استعداد لتقديم أعمال مشتركة مع مؤديي الراب في اليمن على غرار الأغنية لاللارهاب لوسمحتوا مع الفنان حسين محب.
بعض مؤديي الراب من الشباب اليمني 

 وعن الدور الذي لعبه الراب في معالجة قضايا المجتمع يقول دي علي احد مؤديي الراب في اليمن:
نحن الذين نعمل مع حجاج نختلف عن بقية مؤديي الراب خارج اليمن لأننا نقدم رسالة واضحة من خلال أغانينا نغني للوحدة ونغني للوطن ونغني للسلام ونقدم هذه الرسائل للذي يعتقد أن اليمن موطن غير آمن ونمزج في أغانينا التراث اليمني باللحن الغربي وباللغتين العربية والانجليزية.
 وعن الفرق بين الراب المقدم في اليمن وبقية البلدان العربية يقول محمد حجازي منتج أردني لموسيقى الراب:
إن الراب الذي يقدمه حجاج ورفاقه مميز لان حجاج ابتكر شيئاً جديداً وهو مزج التراث اليمني بالأغاني الغربية وان حجاج يعتبر من مؤسسي الهيب هوب في البلاد العربية والكل يفتخر بما يقدمه حجاج وقد شاهدنا مقابلاته مع قنوات اسبانيا وCNN,_BBC التي وصفته بالأب الروحي لموسيقى الراب في اليمن.
ويبقى الراب فناً جديداً يستهويه وينجذب إليه الشباب اليمني ويلجأ إليه بدلا من اللجوء للعنف والتطرف وهو فرصة للبوح بالمشكلات والقضايا التي يعاني منها المجتمع وهو مازال قيد التحديث والتطوير من شباب يمني متطلع ليمن مزدهر.
 الاعتداء على حقوق الملكية للمصنفات الفنية في اليمن


بين الحلول والمقترحات